يؤدي التهجير القسري الناتج عن الحروب إلى تجمُّع اللاجئين والنازحين في المخيمات، والتي عادة ما تكون في مناطق معزولة ذات ظروف مناخية قاسية، مما يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة مقارنة بالمناطق الإخرى بالدولة المضيفة.
في دراسة حديثة منشورة في دورية PNAS، ناقش الباحثون الظروف المناخية بأكبر 20 مخيمًا في العالم. شملت الدراسة تحليل تعرُّ المخيمات لنوعين من الأحداث، وهما: الأحداث البطيئة، كالتغيرات المناخية طويلة الأمد، مثل: ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف؛ والأحداث المفاجئة، كموجات الحر والبرد، والأمطار الغزيرة.
وأفادت الدراسة بأن معظم المخيمات تتعرَّض للأحداث البطيئة بنسبة عالية، مثل ارتفاع درجات الحرارة في مخيمات كينيا، وإثيوبيا، ورواندا، والسودان، وأوغندا، أو انخفاض درجات الحرارة في مخيمات الأردن، وباكستان. إضافة إلى انخفاض مستوى الأمطار في مخيمات إثيوبيا، ورواندا، وكينيا، وأوغندا، مقارنةً بمتوسط الظروف المناخيّة التي تشهدها المناطق الأخرى بهذه الدول المضيفة. أما بالنسبة للأحداث السريعة، من موجات الحر والبرد، والأمطار الغزيرة، فلم تجد الدراسة فرقًا ملحوظًا في نسبة تعرُّض المخيمات مقارنةً بالمناطق الأخرى للدول المضيفة، باستثناء كوكس بازار ببنجلاديش، والتي تتعرض لسيول كثيفة نسبيًّا.
وأشارت الدراسة إلى وفاة ستة لاجئين في فيضانات مخيم كوكس بازار في بنجلاديش في النصف الأول من عام 2021، في حين دمّرت الفياضانات مخيمًا بجنوب السودان في نهاية عام 2021، مما أدى إلى نزوح 35000 لاجئ. كما تسبّبت عواصف الشتاء والسيول، والثلوج مع انخفاض الحرارة في لبنان إلى تفاقُم الظروف المعيشيّة الهشّة لدى اللاجئين السوريين من عام 2019 إلى عام 2020. كما كشف حريق مخيم موريا في ليسبوس في عام 2020 عن هشاشة بيئة مخيمات اللاجئين في أوروبا.
تؤكد نتائج الدراسة تعرُّض اللاجئين لظروف جوية قاسية بعد التهجير، واستبعادهم اجتماعيًّا، وسياسيًّا، خاصة مع فقدهم ضروريات الحياة كالطعام، والمأوى، وهو ما يشكل تهديدًا لنوعية الحياة، وفرص التعليم، والعلاج. لذلك تقترح الدراسة اتخاذ نهج متكامل لإيواء اللاجئين، بحيث يتضمن سياسات التكيُّف مع المناخ، والتنمية المستدامة.