التحفيز العصبيّ يعيد القدرة على الحركة بعد الإصابة بالشلل
٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣

أظهرت العديد من الأبحاث قبل السريرية والسريرية أن التحفيز الكهربائي للحبل الشوكي قد يعيد للمريض قدرته على المشي بعد إصابة الحبل الشوكي. لكن حتى الآن لم يتمكن الباحثون من اكتشاف علاج يسمح للنخاع الشوكي بالالتئام ذاتيًّا وكليًّا، لذلك اتجهوا لطرق أُخرى تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لمساعدة الأشخاص المشلولين على استعادة حركتهم. 

في دراسة حديثة منشورة في دورية Nature Medicine، استطاع الباحثون تصميم جهاز يُزرع في الجسم لتحفيز الأعصاب، ومعه جهاز لوحي خارجي يعمل باللمس، ليتمكن المرضى من الوقوف والمشي عدة خطوات في غضون يوم واحد. وبعد تطبيق التجربة على ثلاثة مرضى يعانون من شلل كامل، إلى جانب التأهيل العصبي والتدريب البدني؛ تمكّن المرضى من الانخراط في الأنشطة الاجتماعية أكثر، مثل المشي، والسباحة، وركوب الدراجات. 

تمكّن الباحثون من تطبيق التجربة عن طريق استهداف مجموعة عصبية معينة، تُعرف ب​​عقدة الجذر الظهري dorsal root ganglion، وهي التي تحمل إشارات عصبية كالألم، والحرارة، للجهاز العصبي. إضافة إلى تطوير إطار حاسوبي أنيق لبرمجة إشارات تحفيزيّة مُصممة للنشاط المرجو استعادته.

فعندما يتحرك الإنسان السليم، تُرسل الدماغ إشارات بذلك إلى النخاع الشوكي، ليُحفّز الخلايا العصبية التي تُنشّط العضلات الضرورية. لكن عند إصابة الحبل الشوكي، ينقطع التواصل بين الدماغ والأطراف. وهنا يأتي دور جهاز التحفيز العصبي؛ فيختار المريض النشاط الحركي الذي يريده من خلال الشاشة المتحكمة في الجهاز المزروع، فيُحفّز الخلايا العصبية والعضلات للقيام بالحركات المناسبة. 

ما يزال الجهاز في حاجة إلى العديد من التجارب لإثبات فعاليته مع الإصابات المتنوعة، ورغم ذلك تؤكد هذه الدراسة على أهمية البحث متداخل التخصصات interdisciplinary research في حل المشاكل العلاجيّة المعقدة، مثل: الشلل.

اقتراح ومراجعة علمية
د/ دعاء مجاهد
جامعة هارفارد
تدقيق ومراجعة لغوية
د/ دعاء مجاهد
جامعة هارفارد
علياء أحمد
جامعة القاهرة
علا زيادة
جامعة القاهرة