دراسة الجينوم تكشف أصولنا الجينيّة ومدى القابلية للإصابة بالسرطان
١٦ أغسطس ٢٠٢٣

التركيب الجيني أو الجينوم كبصمة الإصبع المميزة بين الأفراد. فمن خلال التركيب الجيني، يُمكننا الكشف عن تاريخ  هويتنا وأصولنا وأجدادنا. يُمكن فحص المادة الوراثيّة DNA الموجودة باللعاب أو خلايا الخد، لمقارنتها بملايين المواد الوراثية المخزنة على قاعدة بيانات واسعة، وبناءً على نسبة التشابه، يُرجَّح الأصل أو السلف، وهذا ما فعلته السيدة المصرية تريفينا باسيلي، لتؤكد النتائج على  أصلها الفرعوني، وتتطابق جيناتها بنسبة 100% مع المصريين القدماء، وبالتحديد مع مومياوات العصر الصاوي. لا يقتصر السبب وراء دراسة الجينوم على معرفة أصلنا فحسب، بل يُساعدنا أيضًا لمعرفة مدى القابلية للإصابة ببعض الأمراض، مثل: السرطان. 

أظهرت دراسة حديثة منشورة في دورية Cancer Cell اختلاف قابلية البشر للإصابة بالأمراض السرطانيّة حسب السلالة الجينية؛ فبمقارنة السلالة الجينيّة بين  أكثر من 10 آلاف شخص من أصول مختلفة، وجد الباحثون علاقة وطيدة بين اختلاف السلالة الجينية ومعدل حدوث الطفرات، فضلًا عن اختلاف معدل مَيثَلَة الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA methylation من سلالة لأخرى.

على سبيل المثال، وجد الباحثون أن الأشخاص ذوي الأصل الأفريقي المصابين بسرطان الكُلى أكثر عرضة للإصابة بطفرة في الجين FBXW7 مقارنة بغيرهم. ويُعد جين FBXW7 من الجينات الكابحة للورم tumor suppressor gene، فيمنع ظهور الخلايا السرطانية إذا كان تسلسله الجيني سليمًا. وهذا على عكس طفرات VHL وPBRM1 التي تقل معدلاتها لدى المصابين بسرطان الكُلى ذوي الأصل الأفريقي، رغم أنها جينات كابحة للورم، مثل: FBXW7، مما يعكس مدى تعقيد تكوين السرطان الجيني بين الأشخاص ما بين طفرات محفزة لنمو السرطان وأخرى مثبطة. كما أظهرت الدراسة نقص النشاط المناعي لدى المصابين بسرطان المثانة ذوي الأصل الشرق آسيوي.

وبذلك يفيد البحث بأن دراسة الجينوم قد تُساعدنا في الوصول إلى علاجات فعالة لمكافحة السرطان آخذين في الأعتبار اختلافات تكويننا الجيني ومحققين بذلك حلم الطب الُمخَصص للجميع personalized  medicine.

اقتراح ومراجعة علمية
د/ دعاء مجاهد
جامعة هارفارد
تدقيق ومراجعة لغوية
د/ دعاء مجاهد
جامعة هارفارد
أحمد صفوت
صحفي حر
علا زيادة
جامعة القاهرة